
من النَّصّ الروائى " حى شرق " . الصادر عن دار ميريت للنشر عام 2008 م القاهرة .
![]() |
هذا النص ليس تشكيله هكذا على الصفحة فى الكتاب ، لكن على هذا النحو أمكن ظهوره .
قالَت : إنَّها هى مِثل تلك الباخيات المُنْسَرِجَة بينَ خِشاشِ
قَطائن جَمْرٍ يَتَأرَّض على فلُّوجَةِ سَطْعِ ضِياءِ مَفازَة تَنْشَعُ بكَرابِل على ليرْنا التى غَلِمَت مِن فَضْىِ وسيع عَاقُولِ ثُريَّا تُسقِطُ أمْشاجاً مِن كلِّ ذى كِنٍ لِبُلوجِ كُعَيْت .
يَرقُ الرَّقْمَة يَفِيضُ هناكَ
حيثُ ينِضّ لأريجٍ صائِف أيَّانَ
يُسَاقِط ثمَّ
يَزِفّ ، بينا أُنشوطَةُ صِلٍّ كانت ُ تَ ت َغ ايَ د ما بينَ خَشِيبٍ صَبُحَ يا سَارِجَ تُوَيجى ، فقل : بأىِّ وهيجٍ قد أجَّمْتَ جَدائلَ مِن ألماسٍ حتَّى غَدَوتَ كمَثلِ الأُنْفُوضَة ؟
هو حانَ لليُسْرُوعِ الآنَ
أنْ يَدخُلَ بُطئاً إلى تَفارِيجِ الفَيْروزَج .
فانْظُر : هذا هو صُوفان مِن خَضْرِ عَقيقٍ
يَنْماعُ على ذُؤاباتِ فَضْىٍ اطَّلَعَ الذَّبْلُ به كى يَلْتَجّ ، وذاكَ
نَشِيشٌ للخارِجين .
إلى أنْ كان تَ
ن زُّ لُ
لُونَا ، وتَزبْرُجُ فُسْكُولِ الرَّوضَة بجُمانِ خَمائِرَ تَخرُجُ مِن أيْكٍ لتُنْطِفَ شَذْراً يسْرى ، فقُلنا : لمَنْ كلُّ فَرادِسِ خانى ، ويكأنَّ السُّقيا لا تَطْرحُ إلاَّ تَفَلُّجّ ؟
قالوا : كمءٌ ورَواكِمُ ينمو البَضُّ الوَازِبُ فيها أإنْ
وَرَفَتْ . للجَوْناءِ قِيعانٌ مرمرُ زُنْجُفْر
تَــتراءى
أمامَ نَواقِيسَ صُعَّادة
مِن دُونِها
حيَّة
تَ ه تِ
نُ غَرَوانَ ينْثالُ كمِسَاحَاتِ سُفَادٍ بَرْعَمَ فى
كُدْنتِها كَوائنُ بها حَوْرُ إيلاقٍ عَلامَةٌ على الَّذى يُولِج حينَ ما قال : لو أنَّ الفَغْمَةَ إيقاعٌ غُنْدُرٌ امْتَشَقَ تلك الرِّكْوة أكانَ مِن ثمَّ هناكَ للقاعِ هَزيم ؟ قال الدَّرْهَك : أيَّاً ما ترفِد مِن ظَمَئكَ فأنتَ ما كنتَ رَغُوثاً لتَغْشَاكَ قَوافِل ، أو قُلْ ثمَّ لماذا تُلاطِئُكَ اليَعاسِيب ؟ قالَت أغْشِيةُ القِنَّابة : إنَّا قد جَمَعْناكَ بطَلْعٍ ، ووهبْناكَ الذَّبْرَ فلم تَستطِع . قُلتُ : رَزِيئة . قالَ الغَاق : لكِنْ حَوْصَلةُ لَدُنِّى لم تَكَد تُشْرعُ فى تأبيرِك ، إلاَّ وشَنِجَ الخُوطُ منكَ عنْدَما ضَمّ . قالَت إنْكى : إذَنْ فَلتقُلْ إنَّه لولا تَخلُّقُ فُرَجِ عُسْقُولِ الأَيْطَل لَصِرْتَ وصارَ تُوَيْجُكَ مِثل خَبِىء . قالَ القَرَّاز : هل أنتَ كنتَ تقولُ أنَّ مَاذِىَّ نَنْ تُو المُتَخثِّر حَدائقُ جُلاَّبٍ الْتَفَّ بها لِبْدى.قلتُ : نعم . قالت إِيُو : إيَّاكَ وبدءَ إِيغَافِ خُرْتِ الوافِد مِن جَاعِرة حَقْوٍ هو اُفْتُرِع . كلُّ
قِبابِ
الزَّقوراتِ
تُ
سا
قِ
طُ
عنْدَ خَصيب مِبــــــْخَــــرة كُدنَةِ دُبْرى الَّذى أخَذَ يَصِرُّ : خَشفاً كفى به أنْ سَجَمَ مَسرَّة ، وأَدْهَقَ أُمْلوداً مِن فوق رخَاوة . ساء ما طَفَرْتُم .
لندَعْنا من هذا . ولنَقِرّ مُستـكنَّاتٍ فوقَ الأرْضِيَّة كى نكْمِلَ
رقْشَ بَعْضاً ممَّا رَأيْناه فى تَجْوالتِنا أمْس وما زِلْنا نذكُرُ تفاصِيلَه، حتَّى1إذا صعِدَت هى بعدَ ذلك استَطاعَت مُتابعَةَ ما تحرِصُ على1تَسْجيلِ تَحوُّلاتِه ، فلا يكونُ قد فَاتَها شىءٌ يجعَلُها تُخْطِىءُ فى حِساباتِها الَّتى تَقْضِى فيها وقْتَاً طويلاً، أو تَستنبىءُ بما قد يَحُولُ بينَها وبينَ ما اسْتمرَّت ترسُمُ مُخَطَّطاتٍ لتُخُومِه بدَأبٍ ومُواظَبةٍ شَديدَيْنِ أثارَت عَجَبَ القنطوريِّينَ عندما اسْتَدعَتهم فى فَتْرةٍ من فَتراتِ ترسِيمِها كى يُوافُوها بما ارْتَأوه فى عوالم أرالو المُسرْبلَة بقِطَعٍ من الحَلَكِ البَهيم .
ذلكَ أنَّنا الآنَ داخِلاتٌ فى مَضِيقِ جَبَلٍ مُمْتدّ سيُحِيطُ بنا فيه الظَّلامُ طَويلاً ، فلن نُصْبحَ قادِراتٍ على1مُواصَلةِ ما بدأناه من رَقْش ، ولاحتَّى1الاتِّجاهِ بناظِرَيْنا نحوَ الفَرسِ الَّذى قالت لنا عنه أنَّه مادَامَ فارِسُه راكِباً فوقَه حَامِلاً رُمْحَه النُّحاس ومُضَاءً بقَنادِيلى ، فسوف يصِيرُ بوِسْعِنا العُبورُ من أسفله دونَ أنْ تَتَحطَّمَ مَرْكَبُنا .
أنْصِتْنَ: ها هى تلِجُ ببُطءٍ كيلا تَصطَدِمَ قُلوعُها بسَقْفِ المَضِيق .
لكِنْ يجِبُ مع ذلك أنْ تُحاذِرْنَ من انْزِياحِ البَلُّورَةِ ذات الأسْطُح السُّداسِيَّة المَوْضُوعَة فى مُقدِّمةِ الَمَرْكَب عن تَجْويفِها المُقَعَّر ، إذ أنَّ فى انْزِياحِها اصْطِخاباً لأمواجِ النَّهر واصْطِفاقاً لها شَديداً قد يُحِيلُ القاعَ إلى1مَرْكزٍ لدوَّاماتٍ هاصِرة حَتْماً ستُخْرِجُ بخيمايرا من كِنِّه ، لتكُون نهايتُنا رغم كلِّ ما حَرِصْنا عليه مُحقَّقَة .
فخيمايرا هذا عندما ينفُثُ بألسنةِ اللَّهبِ من إحدى1رُؤوسِه المُدلاَّة على1صَدْرِه تَذوبُ فى الحَال جميعُ الأشياءِ التَّى قد تَطُولُها حتَّى1 الأكثَرِها صَلابَة ، فما بالكنَّ بمَرْكَبِنا الخَشبيَّة المصنُوعَة على1عَجَلٍ من بعْضِ البنَّائينَ الَّذينَ جِئنا بهم فى وَقْتٍ كنُّا انْتهَيْنا فيه من جَميعِ اسْتعداداتِنا حيثُ لم يبقَ على1رَحيلِنا سِوى1سَاعَات .
لكِنْ ما إنْ بدَأنا الصُّعودَ على1مَرْكَبِنا إلاَّ ووَجَدْنا الثُّقوبَ مُنتشِرةً فى كلِّ لَوْحٍ منها فأسْرَعْنا نَستدعِيهم ، فما كان منهم إلاَّ أنْ أنشأوا لنا هذه المَرْكَب . ويا لَشِدَّةِ ما سَنُلاقيه من أخْطارٍ نتيجَة عَدمِ تَدْقيقِنا فى حَالِها بوقتٍ كاف .
هل سَمِعتُنَّ عن الغُبْرَةِ الهَائلَة التَّى ستَغْشانا بوَسَطِ النَّهر ؟ ولاَ عن الهَوْلَةِ ذات الأيادى الَّتى تَنفُثُ حُوَيْصِلاتُها بالسُّمِّ الزُّعَافِ على1 فَريسَتِها ثمَّ تَطحَنُها جاعِلاها كدُقاقِ الحَصى1؟ إنَّ ما ينتظِرُنا لكثيراً وعَليْنا أنْ نُنادِى فوريايَنا كى يُحوِّطْنَنا ونحنُ سائراتٌ فى مَسْرَبِنا بين هذى الصُّخور ، طالما لم يعُد لدَيْنا الوَقتُ للتَحَصُّنِ بما عَهِـدْناه من عَوارِضَ مُجوَّفةٍ تَنغَلِقُ عَليْـنا
حينَ الخَطَر فلا يَستطيعُ اخْتِراقَها شَىءٌ .
ثمَّ فلتكُن مَصابِيحُنا المُـشِعَّة بضَيِّها الفسفُورىّ هى مَلْجَأَنا
الأخير فى رُؤيَةِ ما إذا كان هناكَ من ضَوارِى البحارِ مَنْ يتحَسَّسُ طرائقَ سَيْرِنا ليُطبِقَ علينا ، أمْ أنَّ هناكَ مَنْ هو فِعلاً قد صَنَعَ لنا مَغْرِزاً سنَقَعُ فيه؟!
يا رُخَّنا المُحَـلِّق فوقَ صَوَارى القُلُوع اسْتَمرّ فى تَحْليقِكَ
المُتواصِل باتِّجاهِ المُقدِّمَة عسَاكَ تَتمكَّنُ من إخْبارِنا بدنُوِّ غابَةِ الزُّنوج أجْنَادِ هيكاتى عندما تلُوحُ لكَ من بَعيدٍ نُخَيْلاتُها المُقَوَّسَة على1هيئةِ نَواقيسَ ترْمى بحُجَيْراتٍ قالت ما لو رَآهَا الأجْرُوديُّونَ الَّذين يُجدِّفونَ معنا لفرُّوا راجِعينَ من حيثُ ابْتدَأنا غير مُنتبهينَ لِمَا أعْدَدْناه لها من دُرُوعٍ ذات خَواصٍّ مَغْناطِيسِيَّة تحدُّ من فَاعِليَّتها ريثما نَستطيع إكْمَالَ زَحْفَنا فى طرائقَ صَنعَتها بتَحْرِيضٍ منَّا ظَرابينُنا بعدَ أنْ فَتَحْنا لها صَنادِيقَ مَرْكَبِنا السُّفلى1مُتَّجِهينَ إلى1ساحِلٍ قلَّما تطَؤُه أىُّ دَابَّةٍ إلاَّ وتقِفُ مَذْهُولةً أمامَ بئرٍ تصَّاعَدُ منه تَدويماتٌ أرْبَع يحْسَبُها الرَّاؤونَ أطيافاً فإذا قَرِبُوها وجَدُوها حُوريَّاتٍ ما إنْ تتماسّ مع أبدَانهم حتَّى1تُثمِرَ الرُّؤوسُ منهم أبْوَاقاً لها نفْسُ شكلِ النَّواقِيسِ السَّابقة ثمَّ ماهى إلاَّ سُوَيْعاتٌ ويتَحوَّلونَ إلى1مِثل ما تَراه أمامَكَ من نُخَيْلاتٍ تَشتركُ فيما تفعَلُه نَظِيراتها من التَّصويبِ بحُجَيْراتِها نحوَ أىِّ دَانٍ غير مُباليةٍ بما يُخَلِّفُه ذلكَ من تِلالٍ تتجَمَّعُ مانِعةً كلَّ ما يُقالُ عَنْهم أنَّهم من ذَوى الأعْرافِ القَادِرينَ على1 عتقِهم من أن يصِلوا إليهم عِبْرَ هذا الممرِّ أو غيره .
{ قالَ : وما بَخنَقْناهم إلاّ ليَتَباضَعُوا }
عندَ شَاطِىءِ البحَيْرة حَالَ هُبوطِ البَازِى مُتَرقِّباً وصُولَ صُندوقِه الأسْود ، نحَّيْتُ قَصَبتَى لأبدأَ من جَديدٍ فى مِلِء طرَفَها بسَائلى الأُرْجُوانىّ .
لكِنْ كيما تُزِيحَ السَّيِّدةُ العَجُوز الصُّنْدوقَ من فوق ذَيْلِ جِلْبابِها العَالِق برِمالِ الشَّاطىء،جعَلْتُ أسْتكْمِلُ ماعَزَمْتُ على1اسْتِعادتِه قبلَ أنْ تُلاحِقَنى الجَوْقَةُ بتساؤلاتِهاالمُسْتَمرَّة ، فلا تفِدَنى مَنْ أيقَنتُ أنَّ على1 سِيسائها يرقُدُ الجِرابُ المحمُول فيه ذاكَ المُتَقيِّحُ البَدَن.
ثمَّ ودونَما إبْصَارى من المُتوسِّمينَ فى البَصَّاصِ أنْ يكونَ دَليلَهم الأخير على1 ما انتهى1إليه من مـكان، أوْمَأتُ إلى1الوَاقِفةِ خلفَ أجْرُودِها العِمْلاق أنْ تَنفُضَ عن كاعِبَيها ما نَثَره عليها الأَحْوَرىُّ ، وتُسرِعَ عائدةً إلى1جَوْسَقِها مُكتفيةً بما أحْدَثَته من صَخَبٍ داخِلَ فراغِ تلك المفَـازَةِ الفَارِهَة المليـئة بالكوَائنِ الكثيرة .
فهل أصبْتُ فى فِعْلَتى هذى؟
أمْ كان من الأفْضَل تَريُّثى لُحيْظاتٍ حتَّى1 تنتـهى العَجُوزُ من وَضْـعِه فى
صُندوقِه الأسْود فأكونَ مُتيقِّناً تماماً أنَّهم لن يَلحَقُوا به قبلَ أنْ تُدَحْرِجَه إلى1القَاع ؟
حَثيثاً طفِقْتُ أجذِبُ الأقْوَاسَ بأيدِى مَنْتقدَّموا صُفُوفَهم من الجَنادِل كى تُصِيبَ فى الحالِ جَسَدَ العَجُوزِ فتُرْدِيَها أرْضَاً .
إلاَّ أنَّهم عندما قَدِمُوا الشَّاطِىءَ ، وجَدُوا أمْوَاجَه قد جرَفَت الصُّندوقَ إلى1 الدَّاخِل حيثُ ظَلَّ طافِياً على1السَّطحِ سُويْعاتٍ، ثمَّ ما لبِثَ أنْ غَاصَ غارِقاً فى القَاعِ ولم يعُد له أَثَر.
وَقْتها لم أبالِ بإسْرَاعِ كبيرِ جَحافِيلهم بدَفْعِ أمْهَرَ غَوَّاصِيهم إلى1النُّزولِ ورَاءَه عَلَّهم يستطِيعونَ انْتِشالَه قبلَ أنْ تَبتَلِعَه إحدى1 كائناتِ البَحرِ الكبيرة ، أو ينكسِرَ قُفله فيموتَ داخله مَخْنوقَاً .
ذلكَ أنَّنى كنتُ قد قَرَّرْتُ التَّخلُّصَ منه نهائيَّاً - أو على1 الأقلِّ لفَترةٍ ما - فَوْرَ تَبيُّنى مَدَى1 ما وَصَلت إليه الحُشودُ من إصْرارٍ على1 مَعْرفَةِ ماذا فَعَلَته هى به فى تلك الأُمْسـِيَّاتِ الماضِية .
فوالَّذى جعَلَنى أُمَوِّهُ بصَّاصِيها الَّذينَ بَعَثَتهم أمامَها كى يراقِبُوا لها الطَّريقَ حينَ نُزُوحِها ليْلاً ، لأُخْفِيَنَّه عنهم مهما واصَلوا الابْتحَاث.
أقولُ : ما زِلْتُ أرُيدُكَ لو لم تُفاجئْنى يا ناظُورُ بما لم أكُن أتَوقَّعُ حُدُوثَه .
فأولئكَ كانوا قد حَدَّثونى عمَّا يجِب أنْ أفعَلَه ريْثَما أُضَمِّخ خُصْلاَتِ شَعْرِه المَجْدُولَة بالمِسكِ الأزْفَر المخلُوطِ بسُمِّ الأفَاعى دونَ أنْ يُصـِيبَه مكروه لكِنْ ليموتَ مع ذلكَ كلُّ مَنْ يَقْترِبُ من رَأسِه مُلامِساً حتَّى1مَنْ اسْتَدعُوهم من حُكمائهم النِّحْرِيريِّين .
قُل فماذا إذَن كان دَاعِيكَ لأنْ تُوحِى للجَوْقَة بأنْ تُمارِسَ تأثيرَها على1ذاكَ الكائن الطَّويلِ العَيْنَينِ المَشْقُوقِ الرَّأس الَّذى يَتغطَّى1بإحْدى1أُذُنَيْه كلَّما نامَ ، ليُعسِّسَ ليْلاً ثمَّ يقُومَ بقَصِّ شَعْرَه هكذا نهائِيَّاً ؟!
إنَّ ما فعَلْتَه هذا جعَلَ كلَّ ما خطَّطْتُ له يَبدُو غيرَ مواتٍ .
بل وجعَلَنى أُعِيدُ التَّفكيرَ ثانِيةً فى كيف تستطيعُ إمْرَأته أنْ تُوهِمَهم بأنَّه أصبحَ قَادِراً على1مُداواتِهم من الأمْراض ، ورُؤيَةِ ما ستأتى به سِنُونَهم من أحْدَاث .
– " ها نحنُ نقولُ لكَ تَريَّثْ بُرْهَةً حتَّى1يعْرَقَ كَفُّها فيَنفُذَ ما وَضَعَهنَّ لها إلى1سَائِر أجْزاءِ جَسدِها. إنَّ ما ستُسِرُّ هى به أثناءَ التَّهْجَاعِ سيَجعَلُكَ تُدرِكُ لماذا جعَلْناكَ تُصِيخُ لها مُنذُ فترَةٍ بدَت لكَ طويلة " .
وتستمر المسيره جيل وراء جيل .
انشر نصك التجريبى على هذا الموقع :
http://groups.google.com.eg/group/nlnlmlmlnlnlmlml
يُفضَّل التَّواصل مع المؤلِّف على هذا البريد الإلكترونى:
nlnlmlmlqazxswedcvfr@hotmail.com
تًطلب هذه الكتب من:
1- دار ميريت للنشر .
بريدها الإلكترونى : merit56@hotmail.com
2 -موقع النيل والفرات . كوم . لللتسوُّق :
http://www.neelwafurat.com/
المؤلف الأولحَديثُ النَّاظور "وكُوْيئناتٍ وماجَوَّقَت "
" نصّ "دار ميريت.القاهرة 2007 م .208 صفحة_________من أجواء النص :_________
.. عندئذ نفَّضْتُ رِيشَ أجْدلى الواقف على وَرْدَتى المُحلاَّة بالتِّرتِر ، إذ كنتُ أُتابِعُ فى إنْصَاتٍ ما أخَذَ يُقرِّبُه الأَحْوَرِىُّ من جَاعِرتِها، حينما كانت تَمِيلُ هى بمُحاذاةِ قُبَّتى النُّحاسِيَّة رَافِعةً إحدى سَاقَيْها، ومُستَنيمَةً لبَلُّورةٍ مُتوَهِّجَةٍ لامِعَة قَدْر بيضَةِ النَّعامَة لها ضىٌّ فَيْروزىّ يسْرِى على زَوايا بِساطٍ أُرْجُوانىٍّ مُزَرْكَش كان يَفترِشُنى – " إنَّ الآخَرينَ هناكَ يَتتبَّعونَ أَثرَ خُفِّكَ فلا تُطِل ما أنتَ عليه ماكِث " .
هنا انْتابَتنى هزَّةٌ خَفيفَة فيما أنا أصْمُدُ لحَركَةٍ مُفاجئة جرَّدَتنى توَّاً من فَرْشَتى الَّتى فى البَدْءِ كنَّ قد طَرَّزْنَها لى بفُصوصٍ من عَقِيق . أَقْرَرْتُ أعْمِدتى الصَّوَّانيَّة الوَالِجَةِ فى أرْضيَّةِ الحُجْرة ، ثَّم لكيلا يَنْتَبهَ أىٌّ منهما لفُرْجةٍ صَغيرة بدأت تتَّسِعُ أسْفَلى حتَّى كادَت أنْ تَخْرُجَ عن الحَيِّزِ الماكِث عليه ، بل وتَبِين من جَوَانبى مُلْتَهمَةً كلَّ أجْزَاءِ البِسَاط ؛ جَعَلْتُ أرْتفِعُ بَطيئاً مُحاذِراً فى هِدْأة تارِكاً أعْمِدَتى تلك، وسَاحِباً بِساطَاً أخْضَر له نَفْسُ مَعالِمِ السَّابِق كنتُ قد ادَّخَرتُه أخِيراً عالِماً بمـا سيَحْدُثُ فى آنِنا هذا إنْ هو معها حَضَر.
هاكَ صُندُوقى يَتَدحْرَجُ سـاقِطاً من بينِ عَوارِضى فَتصْطَكُّ مَقابِضُه.. صِخ..: حقَّاً لكأنَّما الجَلْجَلةُ لها صَليلٌ هَزيمىّ ينسَرِبُ إلى كلِّ نُتوءٍ ساكن فى البَهْو.، تُرى كم من كائنٍ حتَّى الآنَ كَنَّ فى جُحْرِه مَذْعُوراً ومُترقِّباً لِما سيَحدُث ؟
هالنى يا كاتى أنَّه بعدَ ارْتِكَانِ ذاكَ الأَحْوَرِىِّ على ذِرَاعٍ من خَشَبٍ كانت تقبِضُ عليه هى بينَ فكَّيْها مُحلِّقةً ، ثمَّ مُندَفِعةً بينَ فَراغاتِ تلك الطَّوابق البادِئةِ فى الانْهِيار ، مَرَقَت إذ هى فَجْأةً كُرةٌ مُشِعَّة أخَذَت تُطوِّفُ بينَ ثُريَّاتِ السَّقْفِ فى مَسَارِبَ حَلزُونيَّة . لكِنِّى حَالما صَوَّبتُ إليها فَخِّى الَّذى ضَفَّرْتُه من حَريرِى المفْرُوش على عَوارِضى ، كان فى انْقِباضِها وتَشَنُّجِها هكذا تَدريجيَّاً تَماماً مِثلما حدَثَ للقَمَرةِ المُنْسرِجَة عندَ تَخاتُلِها ناكَ على1حَافَةِ المَمْشى الَّذى مرَّا هما به لمَّا أتيانى،عَلامَةً على ضُمُورِها ثمَّ انْفِجارِها وتَحوُّلِها إلى مَاردٍ أخْطبُوطىّ ليس فى عَيْنَيْه وَهَجٌ ، وإنَّما ياقُوتَتانِ يَخرُجُ منهما رَهَج . ثمَّ ما كِدْتُ أبدأُ فى مُراقَبتِه حتَّى وَثبَ علىَّ وَثْبَةً خاطِفَةً فإذا بى من أسْفَله أرْكُض .