إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 17 أبريل 2008

مؤلفاته


المؤلف الثانى .
2 - آل الأفاويقية " وعمَّا يصفون ركزاً تغشَّى "
" نصّ"
دار ميريت .
القاهرة 2007
319 صفحة
___________
توطئة النص الأولى :
___________
حيث أننى قد أنهيت هذا النَّص ، ومقدمته التنظيرية فى أواخر عام 97 م ، فخليق علىَّ التنويه ، بأننى حينما كنت أُسجِّل فى هذه المقدمة المعنونة بـــ " حاشية على الباتافيزيقا البعديَّة " بعض الجوانب المتغامضة من منطقة الوعى الفنى تلك ، التى أظنها جديرة بالطَّرح ، لم أكن أطمح أبداً ولا أرغب ، ولا حتى أتصوَّر أن ثمَّة داعٍ ما - وفق الذهنية الكهنوتية الميتافيزقية التى للأسف مازالت مستولية تماماً على معظم فضاء المخيلة العربية – لأن يمثِّل هذا الطَّرح فعل ترسيخى لإشاعة مفهوم بعينه ، يستوجب بالضَّرورة ، حسمه الاستبعادى لما عداه . والتَّموقع داخل إطار ما من التَّصوُّر يعتقد الثبوتية والإطلاقية . تلك الآفة التى انتفى عهدها - أو يجب - من الجهاز المعرفى المعاصر بمنظوماته المتداولة ، والتى تتوخَّى الموضوعية ، وتنبذ كثير من توهماته وأساطيره .
فالطَّامة الكبرى ، أو قـل هى الخطيئة أن تُـلجئـنا الظَّرفية
الأدبية يوماً ، لأن نتحصَّن بالترسيمات لما هو نموذج معيارى لدينا . وفق مواصفات مفهومية نمنحها كل امتيازات القيمة ، ونكسبها سلطة ما تتسيَّد بها فترة من وقت .
فحسبما نخال ، ونؤكِّد ، ليس من الفطنة فى شىء أن نعتقد ، أنَّ هذه الرُّؤية يمكنها أن تتدَّعى ، أو تزعم أنها تتجاوز كونها أكثر من مجرَّد فقط ، أقول فقط ، واحدة من عشرات الرُّؤى القابلة جميعها للطَّرح ، والمؤهلة ربَّما لفترة من حين - مثل أخدانها الأُخر - لأن تُعلن عن كنهها وتفعِّله . هذا الكُنه الذى ليس بالطَّبع مُصاغ صياغة تامَّة ونهائية لا تقبل النَّقض ، بل القابل لكل أفعال الصيرورة وتبدُّلاتها ، سواء بالحذف أوالإضافة أوالتَّلقيح ، بل وحتَّى التَّغيُّر النَّوعى . دون صوابيَّة مؤبَّدة ، أو تموقف عند محطّ . وكذا أيضا بغير الاستيلاء على الفضاء الإبداعى واستعماره بمفرده .
فهذه الرؤيَّة على وعى تام بشروط انبثاقها وظرفيَّته ، والمناخ الذى تتعيش فيه ، ولمن إليه تتوجَّه .
ثم إنَّ أحداً لا يمكن إلاَّ أن يتفهَّم كون ذاك الوعى المكنوز بالكون الواحد ، والحقيقة الواحدة ، قد انتفى ، ليحلّ محلَّه وعى الأكوان العدَّة ، والحقائق التى لا تنتهى ، حيث المؤقَّتيًَّة شريطة كل حقيقة ، وكل كون .
حسنٌ . إذن . هذا ما كان يُغالب رغبة لدىَّ فى القول .
وأضيف أنه بغض النَّظرعن كون أىّ آليَّات إجرائية قد تثبت ، أن هذا النَّص قد جاء عكس هذا الطرح ، أو تخلخله . وهذا ما أخاله جائزاً تماماً بل ويجب . فحسبى فى النهاية تبيان أن ما عرضته ، كان هو بالفعل المنظور الرُّؤيوى الذى انطلقت منه هذه التَّجربة .
أمَّا ما يمكن أن يتداعى لدى الكثيرين من تساؤلات ، يُجاز فى بعضها الافتراض برفض التَّجربة بكاملها ، فهذا ودون زيف منِّى ، لزوم أىّ طرح يُخالف بالضَّرورة ما استقرَّت عليه فى استكانة ، أجرومية أى وعىٍ فى ظرفية تاريخية بعينها ، بغض النَّظر عن مدى فاعلية هذا الطَّرح من عدمه .
حيث أنَّه ، وخلا القيمة التى ينسبها هذا الوعى لنموذجه المعيارى الأحادى المفترض مُسبقاً ، يمنحه كل الشُّروط الواجبة لكى يكون سائداً ، بل وحاجباً ومُجبَّاً لكل ما يُخالفه .
وعىٌ يقدِّس المتن ، ويرفض الهـامش ، بل ولا يتـقبله ،
ولا يعترف به حتَّى بصفته هامشاً ، إلاَّ إذا صار متناً على شاكلته . محقِّقاً فى هذا صفة الإطلاقية سواء فى قبوله أو رفضه . ومكسبها صيغة نهائية ، بل ونافياً عنه مجرَّد أن يكون فقط هامشاً وكفى . رغم أنه فى السيادة انتهاء ، وفى المتن سكونية رازحة ، وتكلُّس .

ليست هناك تعليقات:

Facebook Badge


Jobsmag.inIndian Education BlogThingsGuide