نصّ روائى
محمد الطناحى
الدار للنشر والتوزيع
يناير 2019م
( 526 صفحة )
تم الانتهاء منه فى
2018 - 2 -17م
بورسعيد
رقم اللإيداع : 2019/2429
الترقيم الدولى : L.S. B.N: 978-977-702-231-6
كلمات ظهر الغلاف :
رقم اللإيداع : 2019/2429
الترقيم الدولى : L.S. B.N: 978-977-702-231-6
------------
هَزيم المَلاحِن ، إزْهاق فجراً من طِراز له إسْتٌ مُعتِم . هَزيم
المَلاحِن ، أن تصبح يوماً برُتْبة مُدَنِّق يتقصَّى أثَر دَبيب قدمِه على أرضٍ لن
تلبث أن تُمْحَى ، بغير أن تترك سوى رَغْوة تُفْرِخ أبخرةً من عادِم مُجرْثَم
يخنُق سلالاتٍ لاحِقة . هَزيم المَلاحِن ، يَعْنى أن تكون مثل قَطْرة تنزل من شَرْيان قمَر ،
باحثَةً عن مَنْ يُفسِّر لها كيف يخفى خطاب الميتافيزيقا الطَّابع الاستعارى
للعالم ، والذى يُنتجُه وعىٌ يتفنَّن فى نَفْيه ، هكذا عوضاً عن أن تهتمّ كيف
تشْهَق مع بَتَلة ورْدَة .
هَزيم
المَلاحِن ، هو أن يُنفِق أحدهم الأيَّام الطُّوال كى يقف تحديداً على دلالة ما
سَبَق ، مُشيحاً عن عَجُز امرأتِه الذى كلّ ليلةٍ يبكى ، تحت دعوى أنَّ هذا
خَطْوةٌ فى طريق خلاصِه . انْقُف . مَنْ غير زَجاجين نَصْلِنا البَاتر يُنخْرب
ثُقْباً فى يَبَس الأخيلة ؟! انْقُف . مُخَنَّثوا الأفاهيم قد يستيقظون يوماً على
شَطْب . مُخَنَّثوا الأفاهيم ، قد يستيقظون على هذا الذى سيأخذُه تيَّارٌ جارِف .
انْقُف ، وأطْلِق صيحةً مُجلْجِلةً ، فما هذا الذى يحضر فى الوعى ، إلاَّ مِبْولة
الوعى ذاته . ونحن مجبولون على ضَخِّه إلى سُحْق بالُوعة ، كأىّ فائضٍ عَكِر
تتناسَل منه مخلوقات الأوهام الزَّنِخَة .
انْقُف ، وامحو ملفوظات مثل المادَّة ،
والجوهَر ، والمعنى ، والحقيقة ، والوهم ، وحتَّى الصَّيرورة . فهذه الأطُر
التى صارت مُتخشِّبة بما يكفى لعرْقَلة مُمارسَة رَحُولة ، لم تعُد تصلُح إلى ما
ندعوك لاستحضاره . أو نسعى لزَجَّك إليه . انْقُف . فبإسم الواقِعة التى تُعَدّ
الأقنُوم التَّعريفى لتَدابير تصْنَع أفقَها كحَدَث ، يتلقَّى مرْجِعَه من راهِن
ما انفكَّ يُغادِر تشابُهه مع راهنِه المُعتاص على كلِّ فخّ ، لسنا بحاجة لأن
نستصرخكَ كى تَنْقُف . انْقُف ، فهذا ما يجب له أن يحدُث ، حتَّى إذا ما غادَرْت
هذه النُّخَامة القَذرة التى تنزَلِق مُتلزِّجاً فيها ، وتكمْكَمْتَ بدَوارٍ يُدَيْسِق راموزَه
من اشتباكاتٍ تَتَراسِل مع لَحْم أكوان ليست كما تَتَبدَّى بأكوان ، اكْشِط
اهابَنا ككشْطة جلدٍ شائخ ، وفكّ .
{الأجْهزة
التَّصوريَّة}